اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 168
الموفق له على التوبة غَفُوراً
يغفر ذنوبه رَحِيماً
يقبل منه توبته تفضلا عليه وامتنانا
وَمَنْ يَكْسِبْ
منكم إِثْماً
موجبا للعذاب والنكال فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ
لا يتعدى وباله عنه وَكانَ اللَّهُ
المجازى لعباده عَلِيماً
بعموم ما صدر عنهم حَكِيماً
متقنا فيما يجازى عليهم
وَمَنْ يَكْسِبْ
منكم خَطِيئَةً
اى معصية صادرة عن خطأ لا عن قصد وتعمد أَوْ إِثْماً
صادرا عن قصد واختيار ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً
منزها عنه لتنزيه نفسه فَقَدِ احْتَمَلَ
وتحمل الرامي المفترى برميه بُهْتاناً
اى افتراء وَإِثْماً مُبِيناً
ظاهرا في إسقاط العدالة واستجلاب العذاب
وَ
بالجملة لَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ
يا أكمل الرسل بانزال الوحى وَرَحْمَتُهُ
بإعلام ما هممت به من رمى البرئ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ
عن منهج الرشاد وسبيل السلامة والسداد وعن مقتضى حكم الله وامره
وَبعد ما أدركك الوحى والإلهام ما يُضِلُّونَ
بتلبيسهم وتزويرهم إِلَّا أَنْفُسَهُمْ
إذ قد عاد وباله ونكاله عليهم وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ
اى شيأ من الضرر لان الله يعصمك عما لبسوه وزوروه عليك ويأخذهم
وَعليك ان تجتنب عن تلبيساتهم مطلقا وعن الإصغاء الى أكاذيبهم ومفترياتهم رأسا إذ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ
من غاية لطفه الْكِتابَ
المبين للوقائع والاحكام وَالْحِكْمَةَ
المتقنة الكاشفة عن سرائرها وَعَلَّمَكَ
من الحقائق والمعارف ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ
أنت من قبل
وَبالجملة قد كانَ فَضْلُ اللَّهِ
المنعم المفضل عَلَيْكَ
بإعطاء أمثال هذه الفضائل عَظِيماً
إذ لا فضل أعظم منه وإذا كان شأنك عند الله هذا وهكذا لا تبال بهم وبمعاونتهم ومصاحبتهم
إذ لا خَيْرَ ولا نفع فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ اى دعواتهم ومناجاتهم في خلواتهم إِلَّا مَنْ أَمَرَ نفسه بِصَدَقَةٍ على الفقراء موجبة لرحمة الله له أَوْ مَعْرُوفٍ مستحسن عقلا وشرعا من الأخلاق الحميدة والخصال المرضية أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ على الوجه الأحسن الا وفق وَمَنْ يَفْعَلْ كل واحد من ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ خالصا لرضاه بلا تخلل الرياء والسمعة وقصد الرياسة والجاه بين العوام فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ من وفور فضلنا وجودنا إياه أَجْراً عَظِيماً فوق ما يستحقه
وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ ويخالفه سيما مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ وظهر لَهُ ان الْهُدى ما جاء به الرسول لدلالة المعجزات الساطعة والبراهين القاطعة على صدقه وَمع ظهور هذه الدلائل الواضحة يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ المتابعين له مكابرة وعنادا نُوَلِّهِ نسلطه ونمكنه على ما تَوَلَّى ونجعله قادرا ومقتدرا على الغي والضلال في النشأة الاولى وَفي النشأة الاخرى نُصْلِهِ وندخله جَهَنَّمَ البعد وسعير الخذلان وَساءَتْ جهنم مَصِيراً منقلبا ومرجعا ومآبا لأهلها اجرنا منها يا مجير.
ثم قال سبحانه تسلية للعصاة وترغيبا لهم الى الانابة والرجوع إِنَّ اللَّهَ المطلع لسرائر عباده لا يَغْفِرُ ولا يعفو ولا يمحو أَنْ يُشْرَكَ بِهِ شيء من مصنوعاته في استحقاق العبادة إياه واسناد الحوادث نحوه وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ان تاب عنه واستكرهه بسره واستنكره وندم عنه ندامة مؤبدة ولم يرجع اليه قط وَبالجملة مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ بنسبة الحوادث الكائنة الى غير الله فَقَدْ ضَلَّ عن جادة التوحيد ضَلالًا بَعِيداً بحيث لا يرجى هدايته أصلا
إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ اى ما يدعون من دون الله آلهة إِلَّا إِناثاً وهي اللات والعزى والمناة وَإِنْ يَدْعُونَ وما يعبدون من دونه إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً وبالجملة ما يدعون من دون الله الا
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 168